"طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات".
الى عزيزي الخوري فادي حداد
تلقيت بحزن شديد (مع أن الرسول بولس يقول لنا "لا تحزنوا كما يحزن باقي الناس الذين لا رجاء لهم") نبأ اغتيالك البشع على طريق جبل الشيخ. نزل عليّ هذا النبأ كالصاعقة، أنا الذي منحك سرّ الكهنوت بوضع هذه اليد الحقيرة. أنا الذي عرفت فيك "مسكيناً من مساكين الروح القدس" الذين يرثون ملكوت الله. عرفت فيك الابن المحب الوفي لكنيسته ورؤسائه. رأيت البراءة في عينيك. والطهارة في نفسك، والمحبة في قلبك، تطبيقاً لقول السيد المسيح "بالمحبة غلبتُ العالم" (وليس بأي سلاح آخر).
نفسي حزينة حتى الموت، لأن البراءة تقتل بأيد مجرمة سفاحة، لا تعرف حرمة لكهنوت ولا لمقدسات. نفسي حزينة حتى الموت لأن المحبة تُضطهد، المحبة التي قال عنها بولس الرسول إنها "تعطي كل شيء، المحبة لا تسقط أبداً"، كذلك كرامة الكهنوت تُداس بالأقدام الهمجية (إن همجية الاسرائيليين الصهاينة لم تفعل ذلك)، أقول للمجرمين القتلة الذين نالوا منك: انتظروا يوم الحساب، حيث يجلس الديان العادل على العرش، ونهر النار يجري أمام عرشه والصفحة تفتح، والخفايا تعلن، يومها يسأل الله، جلّ جلاله، كلاً منا: ماذا فعلت؟ قايين قايين، أين أخوك؟
أقول لأحباء الخوري فادي ومريديه ما قاله السيد المسيح لأحبائه: "لا تخافوا ممن يقتل الجسد، بل خافوا من ذاك الذي يضعكم في جهنم النار، أي من الله". وللمجرمين القتلة أقول: لن ننتقم منكم، بل تركنا ذلك لله، الله الذي يملك السماوات والأرض، والذي يجازي كلاً بحسب أعماله.
الذي يقتل الجسد ماذا يستطيع أن يفعل بعد ذلك؟ هل يستطيع أن يقتل الروح؟ بالطبع لا، هل يستطيع أن يقتل الايمان؟ بالطبع لا، هل يستطيع أن يقتل الكرامة؟ بالطبع لا، ماذا يستطيع أن يفعل إذاً؟ أقول لكم ماذا يستطيع أن يفعل، يموت في غيظه، يغرق في حقده، وفي أوحال الخطيئة التي تخنقه وتقضي عليه. كل انسان لا رجاء له، مصيره كمصير يهوذا الاسخريوطي، الذي ذهب وخنق نفسه لأنه يئس من رحمة الله، بينما نحن معشر المؤمنين فإننا نحيا على رجاء القيامة والحياة الأبدية. وأنت يا عزيزي الخوري فادي تنتقل على رجاء القيامة والحياة الأبدية. نحن لا نستمد الحياة من أنفسنا، او من العالم، إننا نستمدها من الله الذي "من لدنه كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة"، على قول الرسول بولس.
أما أنت يا عزيزي الخوري فادي، لك الفخر لأنك قضيت فيما كنت تحاول انقاذ حياة أحد خرافك الذين ائتمنك الرب عليهم. أحد أبناء رعيتك التي اقامك الروح القدس (بوضع يد رئيس الكهنة) عليها لتفتديها بدمك (وقد فعلت)، كما افتداها معلمك الفادي الأكبر، فإنك أيها الفادي تذهب لترتاح في جواره، في حضن ابرهيم، حيث الأبرار والصدّيقون.
ولأعزائي عائلة وأبناء رعية الأب فادي، رعية مار الياس، الذي صعد حياً الى السماء، أقول إن الخوري فادي لم يمت، بل صعد حياً مع النبي ايليا الى السماء. الخوري فادي لم يمت لأنه انتقل من الموت الى الحياة. الخوري فادي لم يمت. بل هو حيّ فينا الى الأبد.
أقول لهم ما كان يردده النبي أيوب الصدّيق عندما كانت تلمّ به ملمّة: "الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركاً".
سامح الله الجناة. رحمة الله عليك يا أب فادي.
الى عزيزي الخوري فادي حداد
تلقيت بحزن شديد (مع أن الرسول بولس يقول لنا "لا تحزنوا كما يحزن باقي الناس الذين لا رجاء لهم") نبأ اغتيالك البشع على طريق جبل الشيخ. نزل عليّ هذا النبأ كالصاعقة، أنا الذي منحك سرّ الكهنوت بوضع هذه اليد الحقيرة. أنا الذي عرفت فيك "مسكيناً من مساكين الروح القدس" الذين يرثون ملكوت الله. عرفت فيك الابن المحب الوفي لكنيسته ورؤسائه. رأيت البراءة في عينيك. والطهارة في نفسك، والمحبة في قلبك، تطبيقاً لقول السيد المسيح "بالمحبة غلبتُ العالم" (وليس بأي سلاح آخر).
نفسي حزينة حتى الموت، لأن البراءة تقتل بأيد مجرمة سفاحة، لا تعرف حرمة لكهنوت ولا لمقدسات. نفسي حزينة حتى الموت لأن المحبة تُضطهد، المحبة التي قال عنها بولس الرسول إنها "تعطي كل شيء، المحبة لا تسقط أبداً"، كذلك كرامة الكهنوت تُداس بالأقدام الهمجية (إن همجية الاسرائيليين الصهاينة لم تفعل ذلك)، أقول للمجرمين القتلة الذين نالوا منك: انتظروا يوم الحساب، حيث يجلس الديان العادل على العرش، ونهر النار يجري أمام عرشه والصفحة تفتح، والخفايا تعلن، يومها يسأل الله، جلّ جلاله، كلاً منا: ماذا فعلت؟ قايين قايين، أين أخوك؟
أقول لأحباء الخوري فادي ومريديه ما قاله السيد المسيح لأحبائه: "لا تخافوا ممن يقتل الجسد، بل خافوا من ذاك الذي يضعكم في جهنم النار، أي من الله". وللمجرمين القتلة أقول: لن ننتقم منكم، بل تركنا ذلك لله، الله الذي يملك السماوات والأرض، والذي يجازي كلاً بحسب أعماله.
الذي يقتل الجسد ماذا يستطيع أن يفعل بعد ذلك؟ هل يستطيع أن يقتل الروح؟ بالطبع لا، هل يستطيع أن يقتل الايمان؟ بالطبع لا، هل يستطيع أن يقتل الكرامة؟ بالطبع لا، ماذا يستطيع أن يفعل إذاً؟ أقول لكم ماذا يستطيع أن يفعل، يموت في غيظه، يغرق في حقده، وفي أوحال الخطيئة التي تخنقه وتقضي عليه. كل انسان لا رجاء له، مصيره كمصير يهوذا الاسخريوطي، الذي ذهب وخنق نفسه لأنه يئس من رحمة الله، بينما نحن معشر المؤمنين فإننا نحيا على رجاء القيامة والحياة الأبدية. وأنت يا عزيزي الخوري فادي تنتقل على رجاء القيامة والحياة الأبدية. نحن لا نستمد الحياة من أنفسنا، او من العالم، إننا نستمدها من الله الذي "من لدنه كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة"، على قول الرسول بولس.
أما أنت يا عزيزي الخوري فادي، لك الفخر لأنك قضيت فيما كنت تحاول انقاذ حياة أحد خرافك الذين ائتمنك الرب عليهم. أحد أبناء رعيتك التي اقامك الروح القدس (بوضع يد رئيس الكهنة) عليها لتفتديها بدمك (وقد فعلت)، كما افتداها معلمك الفادي الأكبر، فإنك أيها الفادي تذهب لترتاح في جواره، في حضن ابرهيم، حيث الأبرار والصدّيقون.
ولأعزائي عائلة وأبناء رعية الأب فادي، رعية مار الياس، الذي صعد حياً الى السماء، أقول إن الخوري فادي لم يمت، بل صعد حياً مع النبي ايليا الى السماء. الخوري فادي لم يمت لأنه انتقل من الموت الى الحياة. الخوري فادي لم يمت. بل هو حيّ فينا الى الأبد.
أقول لهم ما كان يردده النبي أيوب الصدّيق عندما كانت تلمّ به ملمّة: "الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركاً".
سامح الله الجناة. رحمة الله عليك يا أب فادي.
Δεν υπάρχουν σχόλια:
Δημοσίευση σχολίου