Δευτέρα 29 Οκτωβρίου 2012

سؤال وجواب الأحد 19 كانون الأوّل 2010




     قال الكتاب المقدّس علينا أن نبشّر! لكن أيامنا صعبة الآن! لأنّه عليك احترام اختيارات النّاس ومذاهبهم المتنوّعة؟!... وصديقتي الّتي لا تؤمن بالإله بل بالعقل؟! وكلّ الّذين حولنا؟! ماذا أفعل؟!...(يارا...).
 
     قال الكتاب المقدّس بلسان الرّب يسوع وصفيّه الرّسول بولس: "بشّروا في كلّ آن موافق وغير موافق". (2 تيموثاوس 2:4).
ما هي  البشارة بالنّسبة لنا؟ أهي أن نتكلّم بالإنجيل وكلمته أم نعظ الّذين حولنا؟ أم نجيب على أسئلة الّذين يسألونا؟ أم نحيا الإنجيليّة بصمت حتّى يتعلّم الّذين حولنا من صمتنا وتصرّفاتنا؟... إنّه كلّ هذا!.
الحياة المسيحيّة الحق هي البشارة بحدّ ذاتها... قال أحد الفلاسفة: "قل لي كيف تحيا، أقول لك من أنتَ"... إذًا البشارة هي كيف نحيا... والسّيّد يسوع قال: "ليضئ نوركم قدّام النّاس فيروا أعمالكم ويمجّدوا أباكم الّذي في السّموات" (متّى 16:5). المهمّ أن يتبارك الرّبّ إلهنا من خلال أعمالنا مع كلّ الّذين نلتقيهم في يوميّاتنا.
     يا بنيّة كوني أنتِ المصباح المنير الّذي يوضع على رؤوس الجبال ليضيئ باسم الرّبّ للآخرين! أسلكي بالمحبّة المسيحيّة الحقّ مع كلّ الّذين تختلطين بهم... زوجك في المنزل بدءًا، أولادك، تلامذتك، صديقاتك إلخ... وأود هنا التركيز على تلك الصّديقة المسيحيّة، غير المؤمنة إلاّ بالعلم ولقد حاكت حياتها علميًا... أهمّ ما تفعلينه لأجلها هو الصّلاة لها كي تعود إلى معرفة الرّبّ بالقلب، فهو قال: "يا بنيّ أعطني قلبك"...(أمثال 26:23).
للصّلاة مفعول "عجائبيّ"... فهي إن صدرت من عمق القلب والاتّكال الكامل على الاسم القدّوس فستأتي بتلك الإنسانة إلى معرفة الرّبّ من خلالك!.
لا تناقشيها بالإيمان، فهي ستأخذ موقفًا مدافعًا عن آرائها، خاصة إذا كانت إنسانة متعلّمة وعلميّة النّظرة والتقليد... هؤلاء يناقشون الإيمان بشراسة، لأنّ إلههم هو العقل!. فقط أحبّيها بصمت وكوني أمامها المثال الصّالح للحياة المسيحيّة البسيطة المنحى، المكمّلة بالرّبّ يسوع... وهو الصّياد سيأتي بها سمكة بعد إطعامها من حضوره في تجارب ومفارقات حياتها...
     قلتِ يا "يارا" بدءًا، أنّ علينا احترام اختيارات النّاس ومنازعهم وأديانهم... حسنًا تفعلين لكن لا تنسِ أن أي إنسان على وجه الأرض حين يرى طيب المائدة ممدودة أمامه فإنّه سيتقدّم ليأكل منها، يختار ما تشتهيه نفسه وما يحبّ... ولنا في كنيستنا وليمة حيّة مباركة، غنيّة أكثر من غنى كلّ أهل الأرض!.
     نحن لا نسرق النّاس إلى المسيحيّة! لكنّنا نريهم بتصرّفاتنا طيب إلهنا وهم سيأتون إلى السّؤال والتسآل: من هؤلاء؟ ما وراءهم؟ من وكيف يعبدون؟ ليعرفوا الحقيقة!!.
     "نحن بشارة الإنجيل"، بتعاملنا الرّقيق الطيّب المحبّ... بهدأتنا، بتصرّفاتنا، بمحبّتنا للآخرين، رغم اختلاف دياناتنا وطوائفنا، بتمسّكنا بما تعلّمه كنيستنا، بنقاشنا "العارف" إن انفتح الحديث أمامنا، بخدمة المحتاج، بالعطاء للفقير ومساعدة أي طالب عون، بسلوكنا المحبّب الرّصين لا الفرق بالبذخ أو بالابتعاد عن مشاركة الآخرين آلامهم بل بحضورنا الإنسانيّ والأهم بصلاتنا لكلّ عابر دربنا دون انتقاده!...
     تقولين البشارة صارت صعبة اليوم!. هذا صحيح ولكن هذا هو التحدّي!. لسنا اليوم أفضل مما كان عليه المسيحيّون الأوائل!!. كانوا يخالطون عبّاد الأوثان ونحن الآن نسكن معهم!!. ألا تلاحظين عبادة أوثان المال والغنى، والسّلطة، وحبّ الظهور، والكذب والاختلاط بيننا. والعبادات الأخرى لتمييع الإيمان الحق وضربه؟!. ألا تلاحظين التفلّت الأخلاقيّ والجنسيّ والبدع الّتي تطال كلّ مستويات النّاس الأغنياء والفقراء، الخاصة والعامة؟! ألا تشهدين العنف والسّكر والعربدة حتّى بين طلاب المدارس لهدم كلّ القيم الأخلاقيّة والرّوحيّة والاجتماعيّة؟! ألا تخافين بدعة محاكات الحداثة الّتي تُبعد المؤمن عن إيمانه وتشده إلى التعليم الكاذب؟!... ألا تبكين تفتّت العائلة وتشرذم الأولاد والرّحيل إلى بلاد بعيدة وترك الإيمان؟!... ألا تعاينين سيطرة الأديان الأخرى لإلغاء المسيحيّة وقتل جديّة الّذين يسعون للسّجود الحق لكلمة الإنجيل؟!.
"كلّ الأمم أحاطت بي وباسم الرّب قهرتها". (مزمور 10:117).
     نحن نقارب نهايات الأزمنة... هذا ما يقوله الآباء القدّيسون في كنيستنا!! حتّى هذا السّؤال وجّهه الّذين أحاطوا بالرّبّ يسوع وأجابهم! نحن لا نعرف الأزمنة أو الأوقات الّتي حدّدها الرّبّ لنهاية الأزمنة والمجيء الثّاني للمسيح... لكنّنا نعرف شيئًا واحدًا، أنّه علينا أن نبقى متأهبّين وحاضرين لاستقبال المسيح الّذي تجسّد ليخلّصنا من يد العدو المقاوم!.
     هكذا علينا أن نحيا، ممنطقين أحقاءنا، وحاملين إنجيل المسيح في قلوبنا وأذهاننا، متبّعين خطاه، مصلّين، صائمين، مباركين، باكين وتائبين عن خطايانا وجهالات الشعب...
     لكلّ واحد منّا عمله في هذه الحياة لكنّنا كلّنا مدعوون إلى المعرفة الحق، وهي أنّ لنا مخلّصًا واحدًا، به نعرف الآب الله الخالق ونأتي إليه بواسطته. إنّه إقنوم أو شخص الثالوث الثّاني، شعاع الآب المساوي له في الجوهر والأزليّة منذ الدّهر الّذي به نحيا ونتحرّك ونوجد وٱسمه عمّانوئيل، الله معنا، يسوع المسيح الفادي.
أما بعد، هذا ولهذا نحيا، لا لإنسان آخر، أو فكر آخر، أو تعليم الآخر، بل له وحده ينبغي السّجود وله نرفع المجد والإكرام ومنه ننتظر الخلاص الأبديّ لنا ولكلّ الّذين في الكون الّذين دعانا للصّلاة لهم ومحبّتهم!.
ألا حفظكِ الرّبّ السّيّد يسوع المسيح وكلّ المختصّين بك وكلّ جيلك!.
الأمّ مريم

Δεν υπάρχουν σχόλια:

Δημοσίευση σχολίου